التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب 4}

صفحة 1876 - الجزء 3

  التعليم، وقيل: ما يجرح بنابه أو بمخلبه، إذا كان مُعَلَّمًا «مُكَلِّبِينَ» قيل: معلمين الكلاب، وقيل: أصحاب الكلاب يعلمها كالمؤدب أصحاب التأديب، وقيل: مضرين على الصيد كما يضري الكلب فيعتاد الصيد، عن أبي علي وأبي مسلم، وليس فيه دلالة أنه أباح صيد الكلاب فقط؛ لأن صاحب الكلب قد يصيد بغيره، وقيل: إنما ذكر الكلاب لأنه أكثر وأعم، والمكلب اسم يقع على من يسلط الكلاب على الصيد، ويقع على من يعلم الكلب أيضًا، والكَلَّاب صاحب الكلب، والصائد به يسمى كَلَّابًا «تُعَلِّمُونَهُنَّ» أي: تؤدبونهن حتى يصير معلَّمًا يحل صيده «مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ» وقيل: مما ألهمكم اللَّه بعقولكم حتى تميزوا بين المعلَّم وغير المعلَّم، واختلفوا في الكلب المعلَّم ما هو؟ فقيل: أن يَضْرِي على الصيد، ويعود إلى صاحبه إذا دعاه، ولا يهرب منه، عن سعد بن أبي وقاص وسلمان وابن عمر، وقيل: ذلك كله، وألا يأكل منه، عن ابن عباس وعدي بن حاتم والشعبي وعطاء والسدي، روى عدي بن حاتم عن النبي ÷ أنه قال: «لا تأكل مما أَكلَ فإنما أمسك على نفسه»، «فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكنَ عَلَيكُمْ» أي: مما أمسك الجوارح عليكم «وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيهِ» قيل: على الإرسال، عن ابن عباس والحسن والسدي، وقيل: على ذبح ما تذبحونه، «وَاتَّقُوا اللَّهَ» قيل: اتقوا عذابه باجتناب معاصيه، وقيل: اتقوا مخالفته بأن تجاوزوا إلى ما حرم عليكم عن أبي علي «إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ» سريع حسابه لمن حاسبه، وقيل: هو وعيد وزجر للعاصي عن المعصية.

  · الأحكام: في الآية أحكام في مواضع: فمنها الجوارح ما هي؟ الثاني: المعلَّم ما هو من