التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون 6}

صفحة 1885 - الجزء 3

  واللمس: المس باليد، والملامسة: الجماع، وقيل: هما واحد.

  والصعيد: وجه الأرض، وهو ما تصاعد من ذلك، وقيل: هو التراب.

  والحرج: الضيق والإثم.

  والغائط: المكان المطمئن من الأرض، والجمع الغيطان، ثم كثر فصار كناية عن الحدث.

  والتيمم: القصد والتعمد، ثم كثر حتى صار اسمًا للمتطهر بالتراب؛ لأنه يتعمد ذلك.

  · الإعراب: الباء في قوله: «برؤوسكم» للتبعيض، وقيل: لاتصال الفعل بالمفعول، وبَيَّنَّا أن جنبًا يستوي فيه الرجل، والمرأة، والاثنان، والجماعة، ولا تدخل هاء التأنيث فيه؛ لأن صفة المؤنث إذا كانت على ثلاثة أحرف لم تدخلها الهاء كقوله: ملحفة خلو.

  «فاطهروا» ثقلت الطاء؛ لأنها في الأصل فتطهروا، أدغمت التاء في الطاء؛ لأنها مخرجها، وأدخلت ألف الوصل لسكون الطاء.

  · النزول: قيل: نزلت الآية في عبد الرحمن بن عوف، وكان جريحًا.

  وقيل: كان رسول اللَّه في سفر، فاحتبس في منزل ليلاً بسبب عقد ضاع لعائشة، فأصبحوا على ماء، وعاتب بو بكر عائشة على ذلك، فنزلت آية التيمم، فقال أسيد بن حضير: ما هذا بأول بركتكم يا آل أبي بكر، ووجدوا العقد.