قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون 6}
  بين الإبهام والوسطى، وليس بشيء، ولا خلاف أنه يجب غسل الذقن ما لم تنبت اللحية، فأما إذا التحى، هل يجب غسل اللحية أم لا؟، فقيل: لا، عن الحسن وإبراهيم وابن سيرين ومكحول، وعطاء ومجاهد، وقيل: ما لم تتساقط عن دائرة الوجه يجب؛ لأن الفرض انتقل إليه، وهو اختيار القاضي، وما تساقط لا يجب، وقيل: بل يجب غسله كله، وهو مذهب القاسم ويحيى @، وقول الشافعي، «وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ» أي فاغسلوا ذلك، فأوجب غسل اليد إلى المرفق «وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ» ففرض مسح الرأس بالماء، واتفقوا أن فرضه المسح «وَأَرْجُلَكُمْ» قيل: فاغسلوا أرجلكم، ففرضه الغسل عن جلّ الفقهاء والمفسرين، وهو قول زيد ابن علي والقاسم ويحيى @، وقيل: فرضه المسح، عن عكرمة، وقيل: التخيير بين الغسل والمسح، عن أبي علي وروي نحوه عن الحسن، غير أن أبا علي قال: يجب أن يمسح جميع قدميه «إِلَى الْكَعْبَينِ» بالماء، وخطأ من اقتصر بالمسح على ظهر قدميه؛ لأنه مسح بعضه، وقيل: الفرض هو الجمع بين الغسل والمسح؛ لأن القراءتين كالاثنتين عن الناصر للحق «وَإِنْ كُنتمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا» يعني: إن كنتم جنبًا عند القيام إلى الصلاة فتطهروا بأن تغسلوا جميع أبدانكم «وِإنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ» فـ (أو) بمعنى الواو «أَوْ لاَمَسْتُمُ النّسَاءَ» يعني جامعتم، وقيل: مسستم باليد، «فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً» يعني في المريض إذا لم يمكنه الوضوء لحاجته، أو نحوها، وفي المسافر إذا لم يجد الماء «فَتَيَمَّمُوا» تعمدوا واقصدوا «صَعِيدًا» قيل: وجه الأرض، وقيل: التراب «طَيّبًا» طاهرًا «فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ» يعني من الصعيد «مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجعَلَ عَلَيكُمْ مِنْ حَرَجٍ» يعني: من ضيق في الوضوء والغسل والتيمم «وَلَكل يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُم» قيل: من النجاسات، وقيل: من الذنوب، عن الأصم، وأبي علي وأبي مسلم «وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ» قيل: بإباحة التيمم، وقيل: يدخلكم الجنة بأداء أوامره، وقيل: بالألطاف، لتثبتوا على الإسلام والطهارة «لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» أي: لكي تشكروا نعمه عليكم.