قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون 8 وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم 9 والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم 10}
  تقول وأطعناك فيما سمعنا «وَاتَّقُوا اللَّهَ» يعني اتقوا مخالفته فيما أخذ عليكم، ميثاقه وفيما أمركم به «إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ» أي: ما تضمرونه في صدوركم، فيجازيكم عليه، يعني: ما تعزمون عليه من القبول أو المخالفة، وأراد بالصدر القلب، وسمي بذلك؛ لأن موضعه الصدر.
  · الأحكام: تدل الآية على عظم نعمته تعالى، وما يوجب القيام بشكره وطاعته.
  وتدل على أنه تعالى أخذ الميثاق على عباده، وذلك يكون بوجهين إما بالقبول، أو بالدلالة، ثم ينقسم كل واحد على ما ذكرنا من الاختلاف.
  وتدل على تحذير [من] مخالفة أوامره سرًا وجهرًا؛ لعلمه بجميع ذلك.
  وتدل على النهي عن الرياء والسمعة لكونه عالمًا بالسرائر.
  وتدل على أن أفعالهم حادثة من جهتهم؛ إذ لو كان خلقا لهم لم يكن لأخذ الميثاق والأمر بالتقوى معنًى وفائدةٌ.
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ٨ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ٩ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ١٠}
  · اللغة: القسط: العدل، والقسط: الجَوْر، والقُسُوط: العدول عن الحق، يقال: قسط إذا جار، يَقْسِط قسطا بفتح القاف، وأقسط يُقْسِط إذا عدل.