قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون 8 وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم 9 والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم 10}
  والشهداء جمع واحدها شهيد، والشهيد: الشاهد، والشهيد: الحاضر، وكلا المعنيين محتمل في الآية، وأصل الباب المشاهدة.
  والجُرْمُ: الكسب، وقيل: أصله القطع، وقد مضى تفسيره.
  والوعد: الخير المضمن بالنفع.
  والشنآن: البغض، والشنآن بهمز وغير همز لغتان.
  والعدل خلاف الجور، وهو الفعل الذي يقع على وجه الحكمة، واختلف مشايخنا فمنهم من قال: توصف جميع أفعاله بأنها عدل، ومنهم من قال: إنما يوصف بذلك ما يقع مع عباده.
  · الإعراب: قوله: «هو أقرب» يرجع إلى الكناية إلى المصدر الذي دل عليه الفعل، كأنه قيل: العدل أقرب للتقوى، كما يقال: كذب وكان شرًّا له؛ أي: الكذب.
  «لهم مغفرة» قيل: موضعه نصب؛ لأنه وقع موقع الموعود على معنى: وعدت أن لهم مغفرة، أو وعدتهم مغفرة، وقيل: الموعود محذوف، موضعه رفع، على تقدير: لهم مغفرة فيما وعدهم، كقولهم: طلبت زيدًا، له مال.
  · النزول: قيل: ذهب رسول اللَّه ÷ إلى يهود ليستعين بهم في دية قتيل، فهَمُّوا بقتله، فنزلت الآية، عن عبد اللَّه بن كثير، وهم بنو النضير.
  وقيل: نزلت في قريش لما صدوا المسلمين عن المسجد الحرام، عن الحسن.
  · المعنى: لما أمر بالتقوى، والوفاء بالعهود والمواثيق بين أن من ذلك ما يلزم الوفاء به ما