التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون 11}

صفحة 1899 - الجزء 3

  · اللغة: الهم: ما هممت به من الأمر، وهو حديث النفس بفعله، هَمَّ يَهُمُّ همًّا، ومنه الهم الذي هو الفكر، وجمعه هموم، واهتم اهتمامًا، وأهمه الأمر إذا اعتنى به فحادث نفسه.

  والذكر: حضور المعنى للنفس، ونقيضه السهو، وقد [يستعمل] في نقيض النسيان، والذكر القول أيضًا.

  وكففت فلانًا عن الأمر وكففته أي: منعته، وأصل الكف المنع، ومنه كَفُّ

  الإنسان؛ لأنه يكف بها عن سائر البدن، ورجل مكفوف ممنوع البصر، ويقال: كففته فكف.

  · النزول: قيل: نزلت في قوم من اليهود هموا أن يفتكوا بالنبي ÷ عن قتادة ومجاهد وأبي مالك، وعن قتادة هم بنو ثعلبة ومحارب أرادوا أن يفتكوا بالنبي ÷ وهو في غزوة ببطن نخل إذا اشتغلوا بالصلاة، فأطلع اللَّه نبيه على ذلك، وأنزل صلاة الخوف.

  وقيل: إن قريشًا بعثوا رجلا ليفتك بالنبي ÷ فجاءه وقال: يا محمد، أرني سيفك، فأعطاه، فجعل يهزه، وقال: ما يمنعك مني يا محمد؟ فقال ÷: «اللَّه». فشام سيفه ومضى، وأطلع اللَّه نبيه على أمره، ومنعه منه، وأنزل هذه الآية، عن الحسن.

  وقيل: لما بعث النبي ÷ المنذر بن عمرو مع ثلاثين راكبًا من المهاجرين والأنصار إلى بني عامر بن صعصعة فلقيهم عامر بن الطفيل، وقاتلوا فقتلوا إلا ثلاثة نفر كانوا في طلب ضالة أحدهم عمرو بن أمية الضمري، فقتل أحدهم ورجع عمرو مع صاحبه فلقيا رجلين من بني سليم، وبين قومهما وبين النبي ÷ موادعة، وقيل: كانا