التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين 13}

صفحة 1905 - الجزء 3

  إسرائيل ما أمرته به بعد أخذ الميثاق «فقد [ضل]» أخطأ قصد الطريق، و «سواء السّبيل»: وسطه، والسبيل الطريق، يعني أخطأ طريق الدين والنجاة، وقيل: طريق الجنة، عن أبي مسلم.

  · الأحكام: تدل الآية على أنه تعالى كما أخذ العهد على هذه الأمة بائتمار أمره، كذلك أخذ على بني إسرائيل وأكد عليهم.

  وتدل على أنه تعالى مع المؤمنين، ولا يصح ذلك بالمكان؛ لأنه يتعالى عن ذلك، فالمراد به النصرة والحفظ.

  وتدل على أن الجنة تنال بالطاعات، خلاف قول الْمُجْبِرَةِ والمرجئة.

  وتدل على أن أفعالهم حادثة من جهتهم ليصح الأمر وأخذ الميثاق، فيبطل قولهم في المخلوق.

  وتدل على أن الجحود بعد ظهور الآيات أعظم في الكفر، وكل ذلك ترغيب وترهيب وفيه إشارة إلى أن الحق بين الغلو والتقصير، وهو وسط الطريق، وروي عن أمير المؤمنين أنه قال: (عليكم بالجادَّة فإن اليمين والشمال مضلة).

قوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٣}