التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين 13}

صفحة 1906 - الجزء 3

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي: «قَسِيَّةً» بتشديد الياء بغير ألف، وقرأ الباقون بالألف والتخفيف: «قاسية»، فمن اختار (قسية) فلأنه أشد مبالغة، ومن اختار (قاسية) فلأنه أعرف وأكثر في مجرى العادة، واختلفوا فقيل: هما بمعنىً كالزكية والزاكية، وقيل: قاسية يابسة، وقسية: قاسية كالدراهم قَسِيَّة.

  قراءة العامة: «الكلم» بغير ألف، وقرأ السلمي والنخعي: «الكلام» بالألف.

  · اللغة: النَّقْضُ بفتح النون: نقض البناء والحبل والعهد، والنِّقْض بكسرها المنقوض.

  واللعن: الطرد، يقال: ذئب لعين، ورجل لعين.

  والقسوة: اليبس والصلابة، ومنه: قاسية وقسية، إلا أن قسية أشد مبالغة، يقال:

  قسا قسوة، وهو موافق لقوله تعالى: {فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} وقيل: قسية من قولهم: درهم قَسِيٌّ؛ أي: زائف، ذكر ذلك أبو عبيدة، وقال أبو العباس: والدرهم إنما يسمى قسيًا إذا كان فاسدًا لشدة صوته بالغش، وهو يرجع إلى ما ذكرنا من قسا، قال الشاعر:

  وَقَدْ قَسَوْتُ وقَسَتْ لِدَاتي

  والخون والخيانة واحد، والتخون: التنقض، والخَوَّان: الأسد، والخائن: فاعل الخيانة، والخائنة قيل: الخائنة اسم وضع موضع المصدر كما قيل: خاطئة وخطية،