قوله تعالى: {ياأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير 19}
  أربعة من الرسل، واختلفوا في هذه الفترة بينهما، فقيل ستمائة سنة، عن سلمان والحسن وقتادة، وقيل: خمسمائة سنة، عن قتادة، بخلاف، وقيل: أربعمائة سنة وبضعًا وستين، عن الضحاك، وقيل: خمسمائة وشيء، عن ابن عباس، وروى معمر عن قتادة خمسمائة وستون سنة، وذكر الكلبي أن بين ميلاد عيسى ومحمد ÷ خمسمائة وتسع وستين سنة، فكان بعد عيسى أربعة من الرسل، وهو قوله تعالى: {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} ولا أدوي الرابع من هو، وقيل: كان خالد بن سنان نبيًّا «أَنْ تَقُولُوا» أي: لئلا تقولوا محتجين يوم القيامة «مَا جَاءنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ» يعني من بشير بالثواب للمطيع، وينذر بالعقاب لمن عصى، ثم بَيَّنَ أنه قطع عذرهم برسوله فقال تعالى: «فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ» يعني محمدًا ÷ «وَاللَّهُ عَلَى كُل شَيءٍ قَدِيرٌ» قيل: على الثواب والعقاب، وقيل: على الإرسال في كل وقت، ولكن يرسل بحسب المصلحة.
  · الأحكام: تدل الآية على أنه تعالى دعا اليهود إلى الإيمان برسوله.
  وتدل على أنه خص رسوله بعلم ليس مع غيره، وأنهم يحتاجون إلى ذلك البيان.
  وتدل على جواز الفترة في الرسل وذلك يبطل قول الإمامية.
  وتدل على أنه يجوز ألا يكون في الزمان نبي ولا إمام.
  وتدل على أنه # مبعوث إلى الكافة.
  وتدل على جواز الحجاج في الدين.
  وتدل على أنه يجوز البعثة ليبشر وينذر، فقط، وعند أبي هاشم لا يجوز البعثة إلا بأن يعلم من جهته شرع جديد، أو مندرس، وذكر القاضي أنه تجوز البعثة لبيان الوعد