التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه ياقوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين 20 ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين 21}

صفحة 1921 - الجزء 3

  والوعيد، وعند أبي علي يجوز للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولبيان ما في العقول، وعند أبي القاسم يجوز لمصالح الدنيا والدين، فأما الذي ذكره القاضي فيجوز أن يبين العقاب على بعض المعاصي، وإيجاب الجنة على بعض الطاعات، أو لبيان الكبائر والصغائر أو للقطع على الوعيد.

  وتدل على بطلان مذهب الجبر؛ لأن الحجة تمنع القدرة، وخلق الكفر فيه وإضلاله عن الدين آكد من الحجة بمنع الرسول.

  وتدل على أنه قادر على كل شيء، وذلك مخصوص بما يصح كونه مقدورًا له.

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ٢٠ يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ٢١}

  · اللغة: المقدسة: المطهرة، وأصل التقديس التطهير، ومنه قيل للسَّطْلِ: القَدَس، أي: الذي يتطهر به، وفي أسمائه قُدّوس، وهو تنزيهه عما لا يجوز عليه، وسمي بيت المقدس لأنه مطهر، وقيل: مطهر من الذنوب.

  رددت الشيء ردًّا إذا رجعت به إلى الحال الأول، والمرتد الذي يرد نفسه إلى كفره، والرد: عماد الشيء الذي يرده.

  والانقلاب من قولهم: قلبت الشيء كببته، وقَلَّبْتُهُ تقليبًا، يقال: أَقْلَبَتِ الخبزة؛ أي: حان لها أن تقلب.