قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه ياقوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين 20 ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين 21}
  · الإعراب: الواو في قوله: «وإذ» عطف يتصل بقوله: «قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا» فخالفتم كما خالفتم موسى إذ قال، والعامل في قوله: (إذ) محذوف تقديره: واذكروا إذ قال.
  ويقال: لِمَ لَمْ ينصرف (أنبياء) في معرفة ولا نكرة، و (طلحة) يصرف في النكرة؟
  قلنا: لأن علامة التأنيث في (أنبياء) ألزم من علامته في (طلحة)، كما هو ألزم في حمراء تأنيث أحمر.
  و (تنقلبوا) محله نصب جوابًا للنهي، وهو قوله: «لا ترتدوا»، ولو لم يكن نصبًا لقلت: فينقلبون.
  · المعنى: ثم ذكرْ صنيع اليهود، ومخالفتهم لموسى # تسلية للنبي ÷ في مخالفتهم إياه، فقال - سبحانه -: «وَإِذْ قَال مُوسَى لِقَوْمِهِ» يعني بني إسرائيل «اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيكُمْ» يعني نعمه دينًا ودنيا، وذكر النعمة هو القيام بشكر المنعم «إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ» يبينون لكم الشرائع ويخبرونكم بأنباء الغيب، وتُنْصرون بهم على الأعداء، وقيل: أراد كون الأنبياء مقيمين فيهم بعد موسى إلى زمن عيسى # يبينون لهم أمر دينهم، ويقطعون عذرهم «وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا» بالأموال، وقيل: بالمن والسلوى والحجر والغمام، عن ابن عباس ومجاهد، قال أبو علي: وغير ذلك من الأموال، وقيل: ملكوا أنفسهم بالتخلص من القبط، وكانوا استعبدوهم، عن الحسن، وقيل: ملك كل واحد نفسه وأهله وماله، عن السدي، وقيل: ملكوا الخدم، عن قتادة فسخر لهم الخدم عن غيرهم، ولم يكن قبل بني إسرائيل للاستخدام، وقيل: تملكون أمركم، وتقاتلون مَنْ ناوأكم، وتنصرون على عدوكم، فصرتم أعزة لا ترامون، عن الأصم، وقيل: عاد الملك إليهم بعد القبط، فجعل منهم ملوكًا، عن أبي مسلم، وقيل: من ملك دارًا أو خادمًا، أو امرأة فهو ملك، عن ابن عباس والحسن ومجاهد