التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه ياقوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين 20 ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين 21}

صفحة 1923 - الجزء 3

  وعبد اللَّه بن عمر، وزيد بن أسلم، وقيل: كان في بني إسرائيل من كان له دابة وامرأة وخادمة يعد ملكًا، روي ذلك عن النبي ÷، وقيل: المَلِكُ من يستغني عن تكلف الأعمال بنفسه، وقيل: كانت لهم منازل واسعة، وفيها ماء جار، عن الضحاك، وفي الخبر المعروف: «من أصبح آمنا في سربه معافًى في بدنه، وعنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها، يكفيك منها ما سد جوعتك، ووارى عورتك، وإن كان بيت يواريك فذاك، وإن كانت دابة تركبها فَبَخٍ، وما فوق الإزار حساب عليك» «وَآتَاكُمْ» أعطاكم «مَا لَمْ يُؤْتِ» ما لم يعط «أَحَدًا مِنَ الْعَالمينَ» من عالمي زمانهم، عن الحسن، وقيل: جميع العالمين من اجتماع هذه الأمور، عن أبي علي، واختلفوا من المخاطب بقوله: «وآتاكم» قيل قوم موسى وهو وجه الكلام، عن ابن عباس ومجاهد والحسن، وقيل: أمة محمد، عن سعيد بن جبير، وأبي مالك، ثم أمرهم بدخول بيت المقدس وَعَدَّ ذلك نعمة عليهم، وقال القاضي: ذكر النعمة ثم عقبه بالتكليف، فقال سبحانه: «يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ» قيل: أرض بيت المقدس، عن ابن عباس وابن زيد والسدي، وأبي علي، وقيل: دمشق وفلسطين، ونهر الأردن، عن الزجاج والكلبي، وقيل: أرض الطور وما حوله، عن مجاهد، وقيل: الشام، عن قتادة، وقوله: «المقدسة» قيل: المطهرة من كثير من الشرك، والمجعولة مسكنًا للأنبياء والمؤمنين، وقيل: طهرت من الذنوب، وذكر الكلبي قال: صعد إبراهيم جبل لبنان، فقال له: انظر فما أدركه بصرك فهو مقدس وميراث لذريتك بعدك «الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ» قيل: كتب في اللوح المحفوظ أنها لكم، وقيل: وهب اللَّه لكم، عن ابن عباس، وقيل: أمركم بدخولها، عن قتادة والسدي، قال قتادة: أمروا بها كما أمروا بالصلاة، وقيل: أوجبها، عن أبي مسلم.

  ومتى قيل: لم قال: كتبها لهم، ثم قال: حرمها عليهم؟