التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون 32}

صفحة 1940 - الجزء 3

  · القراءة: قرأ أبو جعفر: «من أجل» بكسر النون وترك الهمزة موصولة، وقرأ ورش عن نافع بفتح النون وترك الهمزة على أصله رد فتح الهمزة إلى النون للتخفيف، والباقون «من» بسكون النون «أجل» مفتوحة الألف مهموزة مقطوعة، وهو الأصل.

  · اللغة: الأجل: الجناية، يقال: أَجَلَ الرجل على أهله شرًا، يَأجِلُ أَجْلاً: إذا جنى، قال الشاعر:

  وَأَهْلِ خِبَاءٍ صَالِحٍ ذاتُ بَيْنِهمْ ... قَدْ اختَرَبُوا فيِ عَاجِلٍ أَنَا آجِلُهْ

  وأصله الجر، ومن أجل ذلك قيل: من جَرِّهِ ومن جنايته، ومنه الأجل، وقد جر إليه العقد الأجل.

  والسرف: مجاوزة الحد، والسَّرِف: الجاهل بكسر الراء، والسَّرَف بفتح الراء:

  الجَهْلُ، قال الشاعر:

  مَا فِي عَطَائِهِمُ مَنٌّ وَلاَ سَرَفُ

  والسرف: نقيضه التقتير، والحق في التعديل، لا إسراف ولا إقتار، وفي التنزيل: {إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا}.