قوله تعالى: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم 33 إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم 34}
  قَتَلَ قُتِلَ، وإن أخذ المال وقَتَلَ صلب وقتل، وإن أخذ المال ولم يقتل قطعت يده ورجله، وإن أخاف الطريق نفي، عن ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة وإبراهيم وأبي علي، فـ (أو) للتفصيل، وقيل: الإمام مخير فيه، عن ابن عباس بخلاف، ومجاهد والحسن وسعيد بن المسيب وعطاء وإبراهيم و (أو) للتخيير. «مِنْ خِلاَفٍ» قيل: اليد اليمنى والرجل اليسرى «أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ» قيل: يخرج من بلاد الإسلام هربًا ممن يطلبهم، عن ابن عباس وأنس بن مالك والحسن والسدي والضحاك وقتادة وسعيد بن جبير والربيع بن أنس والزهري، وقيل: ينفيه الإمام من بلده إلى بلد غيره، عن سعيد بن جبير وعمر بن عبد العزيز والشافعي، وقيل: النفي هو الحبس عند أبي حنيفة وأصحابه، وروي أن عمر نفى واحدًا فلحق بالروم، فقال: لا أنفي أحدًا بعد هذا، ولو كان حدًّا لما جاز تركه، وقيل: ينفى من بلده، ويحبس في بلد آخر حتى تظهر توبته، عن ابن جرير، وقيل: هو الطرد، «ذَلِكَ» يعني ما تقدم ذكره من الجزاء «لَهُمْ» للمحاربين «خِزْيٌ» ذل وعار وعقوبة «فِي الدُّنْيَا وَلهُم فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ» عذاب جهنم دائم فيها «إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيهِمْ» قيل: هو المشرك إذا أسلم وتاب سقط عنه ذلك دون المسلم، عن الحسن وعكرمة، وقيل:
  يقبل في المشرك إذا أسلم، وفي المسلم إذا تاب قبل القدرة، عن علي وأبي هريرة والسدي، وملك القدرة عليه إن وقع في يد الإمام أو من يقوم مقامه «فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّه غَفُور» لمن تاب «رَحِيمٌ» به يقبل توبته ويدخله الجنة.
  · الأحكام: الآية تتضمن أحكاما عقلية، وأحكاما شرعية:
  فأمَّا العقليات: فتدل على وجود فعل من جهتهم وجزاء لذلك الفعل، وقد بَيَّنَّا ما قيل فيه وفي جزائه.