قوله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم 38 فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم 39}
  وتدل على أن عقاب الكفار دائم، خلاف قول جهم، وفيه تحذير من مثل حالهم، ومن تسويف التوبة.
  وتدل على أن إرادتهم للخروج من النار تقع وتحسن؛ إذ لو كانت قبيحة لمنعوا منها، ولأن إرادة دفع الضرر يحسن، وبينا أنه لا مانع من حمله على ظاهره.
  ومتى قيل: كيف يريدون، وهم يعلمون أنه لا يقع؟
  فجوابنا أنهم وإن علموا ذلك فإرادته تحسن؛ لأنهم إما أن يريدوا أن يخرجوا، أو يريدوا أن يخرجهم غيرهم، وكلاهما حسن، وإرادته حسنة، وهذه الإرادة ربما تكون إذا خطر ببالهم الخروج، أو ظهر في بعض الأحوال ما يجري مجرى الأمارة، وليس أنهم يريدون دائمًا.
  وتدل على أن أفعالهم حادثة من جهتهم، لذلك تعلق به الأمر والنهي والثواب والعقاب.
قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٣٨ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٣٩}
  · القراءة: · القراءة الظاهرة: «وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ» بالرفع، وعن عيسى بن عمر بنصبهما على إضمار «اقطعوا». كما يقال: زيدًا فلا تضربه، وأما الرفع فعلى تقدير: فيما أنزل إليك السارقة والسارقة، أو فيما يتلى عليكم السارق والسارقة، وعن ابن مسعود: (والسارقون