التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم 38 فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم 39}

صفحة 1953 - الجزء 3

  والسارقات) على الجمع، وهذا يحمل على أنه فسر بذلك، لا أنه قراءة، وكذلك ما روي عن عيسى بن عمر محمول على أنه قال: لو قرئ بالنصب لجاز في العربية.

  · اللغة: النكال: العقوبة، نَكَّلْتُ بالرجل تنكيلا، قال ابن دريد: (رماه ذنبه بِنُكْلَةٍ) أي بما ينكله، ورجل ناكِلٌ عن الأمور ضعيف، وأصل الباب المنع، ومنه يقال للقيد: نِكْل، وجمعه أنكال، ومنه: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا} أي قيودًا؛ لأنها ينكل بها أي يمنع، ويقال للجام الثقيل: نِكْل؛ لأن الدابة تمنع به، ونكل عن الأمر امتنع، يَنْكُلُ نحو: نظر ينظر، ونَكِلَ يَنْكَلُ، نحو: سمع يسمع، ومنه النكول عن اليمين، والتنكيل: إصابة الأعداء بعقوبة تنكل من ورائهم أي تجبنهم، وسميت العقوبة نكالاً؛ لأنها تمنع عن الفواحش، وأنكلت الرجل عن حاجته: منعته.

  وأصل التوبة: الرجوع، يقال: تاب رجع، وتاب عليه قبل توبته، والتوبة: الندم على ما فرط، والعزم على ترك المعاودة.

  والسرقة: أخذ مال الغير على وجه الإخفاء، لأن الأخذ إذا كان على غير وجه الإخفاء ربما يسمى نهبًا، وخلسة، وغصبًا.

  · الإعراب: اختلفوا في رفع «السارق»، فقيل: رفع بالابتداء، وخبره فيما بعده، وقيل: هو على معنى الجزاء، كقوله: من سرق فاقطعوه، ولو أراد سارقًا بعينه لكان وجه الكلام النصب، وقيل: رفع على خبر ابتداء محذوف، كأنه قيل: فيما يتلى عليكم السارق، عن سيبويه والأخفش، وقيل: رفع على الإغراء على لغة من يرفع الإغراء، عن أبي عبيدة.

  يقال: لم جمع «أيديهما»؟