قوله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم 38 فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم 39}
  قلنا: المعنى أيمانهما، وكل شيء من شيئين فتثنيته بلفظ الجمع، كقوله: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}.
  «جزاءً»: نصب على الحال، عن الكسائي، وقيل: على المصدر، عن قطرب والأخفش، تقديره: جزاهم ذلك جزاء. و «نكالا» نصب على الحال، وقيل: على المصدر.
  · النزول: قيل: نزلت الآية في [طعمة] بن أبيرق سارق الدرع، وقد بينا قصته في سورة النساء.
  وعن عبد اللَّه بن عمر أن امرأة سرقت على عهد رسول اللَّه ÷ فأمر بقطع يدها، فقال قومها: نحن نفديها بخمسمائة دينار، فقال: «اقطعوا يدها» فقطعت يدها اليمنى، فقالت المرأة: هل لي من توبة؟ قال: «نعم» فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية: «فيمن تاب».
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى فيما تقدم حد أخذ المال جهرة، ثم بين في هذه الآية حد أخذ المال خفاء، فقال تعالى: «وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ» يعني من سرق من رجل أو امرأة، وإنما بدأ بالسارق؛ لأن غلبة وجوده في الرجال، وبدأ في حد الزنا بالمرأة؛ لأن غلبة ذلك في النساء لغلبة شهوتهن «فاقْطَعُوا أيدِيهما» قيل: أيمانهما، عن الحسن والسدي والشعبي، وعليه الإجماع، وفي قراءة بن مسعود: (فاقطعوا أيمانهما)، وهو محمول على أنه فسر الآية به «جَزَاءً بِمَا كَسَبَا» يعني ذلك القطع جزاء عمله، ومكافأته «نَكَالاً مِنَ اللَّه» يعني عقوبة منه للسارق «وَاللَّهُ عَزِيزٌ» أي قادر على الانتقام من السارق وغيره