قوله تعالى: {سماعون للكذب أكالون للسحت فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين 42}
  والضيق الدال على دنس الكفر عقوبة لهم، عن أبي علي، وقيل: لم يرد أن يطهرها من الكفر بالحكم بأنها طاهرة، وأنها بريئة منه، ممدوحة بضده كما يطهر قلوب المؤمنين بالحكم به، وقيل: بشرح الصدر الذي يوجد في قلوب المؤمنين، عن أبي مسلم، يعني أنه يشرح صدر المؤمنين بما يقويه من الألطاف، والكافر لا لطف له، ولا يريد أن يفعل ذلك بهم «لَهُمْ» أي للمنافقين واليهود «فِي الدنْيَا خِزْيٌ» قيل: فضيحة وهتك ستر وخوف، قيل: للمنافقين واليهود الجزية أو الذل والسبي، وقيل: بفتح الروم، وقيل: بالجزية والقتل، عن الحسن «وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ» وهو الخلود في النار.
  · الأحكام: تدل الآية على أن اليهود والمنافقين كذبوا على رسول اللَّه، ÷.
  وتدل أنهم حرفوا التوراة؛ لأنه الظاهر.
  وتدل على تسلية للنبي ÷ وأمان من عذابه.
  وتدل على أن من يرد اللَّه عذابه، فلا ينجيه أحد، ولا شفيع له.
  وتدل على أن أفعال العباد حادثة من جهتهم؛ لذلك أضاف التحريف وغير ذلك إليهم، وأوجب الجزاء عليهم، فيبطل قولهم في المخلوق.
قوله تعالى: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ٤٢}