التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {سماعون للكذب أكالون للسحت فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين 42}

صفحة 1967 - الجزء 3

  أَبَني حَنِيفَةَ أحكموا سُفَهاءكم

  ومنه الحكمة لأنها تمنع من الجهل، ومنه الحاكم؛ لأنه يفصل بين الناس فيمنع الظالم من المظلوم، وحكم فلان فلانًا جعل أمره إليه.

  · الإعراب: «سماعون»: رفع لأنه صفة لقوله: «سَمَّاعُونَ لِلْكَذِب سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ»، والأول رفع لأنه ابتداء.

  · النزول: نزلت الآية في حكام اليهود وعلمائهم نحو: كعب بن الأشرف وأمثاله، كانوا يرتشون ويقضون لمن رشاهم، وعن الحسن: هم الحكام تسمع الكذب، وتأكل السحت.

  · المعنى: ثم وصف اليهود فقال سبحانه وتعالى: «سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ» قيل: يسمعون أقاويل الباطل والكذب من كبرائهم ورؤسائهم، عن أبي مسلم، وَقيل: سماعون كلامك ليكذبوا عليك، عن الأصم وأبي علي، وقيل: هم الحكام إذا أتاهم خصم برشوة قبلوا ذلك، وسمعوا كذبه، ولا يلتفتون إلى خصمه «أَكَّالُونَ» يعني يأكلون، وذكر أكالون للتكثير والمبالغة؛ لأن هذا البناء للتكثير، ولم يرد الأكل فقط، ولكن أراد الأخذ والتصرف فيه، وذكر الأكل لأنه معظم منافعه «لِلسُّحْتِ» قيل: للرشا، عن ابن مسعود وقتادة وإبراهيم والضحاك والسدي، وقيل: الرِّشا في الحكم، عن