قوله تعالى: {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون 45}
  و «النفس» نصب بـ (أنَّ) الثقيلة، ويروى عن بعضهم أنه خفف (أنْ) ورفع (النفس)، وذلك جائز في العربية، ولا يجوز القراءة بها.
  · النزول: قيل: نزلت في أن الحكم في قصاص النفوس سواء، وكذلك في الدية، خلاف ما كان عليه يهود بني قريظة والنضير، فإنهم كانوا بني أعمام، ثم لا يقتص بعضهم من بعض، ودية القرظي على النصف من دية النضيري.
  وقيل: لما رأت قريظة أن النبي، ÷ يحيي حكم التوراة، وأنه رجم الزاني قالوا: يا محمد اقض بيننا وبين بني النضير، وكانت بينهما دماء، وكانت دية النضيري مِثْلَيْ دية القرظي، فقال ÷: «دم القرظي وفاء بدم النضيري»، فغضبت بنو النضير، وقالوا: لا نطيعك في الرجم، ونأخذ ما كنا عليه، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية: «وَكَتَبْنَا عَلَيهِمْ» وقوله: «أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ» قال الأصم: وهذا مما كانوا حرفوا حكم التوراة في القصاص والدية.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى أن حكم التوراة خلاف ما عليه أولئك اليهود، فقال سبحانه: «وَكتَبْنَا» قيل: فرضنا، وقيل: أوحينا إليهم، وقيل: كان الفرض في اليهود القصاص، وفي النصارى الدية فخير اللَّه المسلمين بين القصاص والدية والعفو تخفيفًا ورحمة «عَلَيهِمْ» أي على قوم موسى «فِيهَا» في التوراة «أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ» يعني أن النفوس متساوية تقتل النفس بالنفس، العالم والعامي سواء، والصحيح والمريض سواء، والشريف والمشروف سواء، وكذلك الهاشمي وغيره، ومعنى ذلك أنه تقتص النفس بالنفس، وقوله: «وَالْعَينَ بِالْعَينِ» يعني تقتص عين الفاقئ بعين المفقوءة عينه، وكذلك