قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين 57}
  الثاني: هُزُوًا بالواو من غير همز على التخفيف؛ لأن الهمزة مفتوحة قبلها ضمة.
  الثالث: هُزْءًا بسكون الزاي والهمزة والتخفيف.
  والرابع: هُزَوًا بفتح الزاي وإسقاط الهمزة ومعناه السخرية، يقال: هَزِئَ به يَهْزَأُ هُزْءًا، واستهزأ به.
  واللعب والعبث بمعنى، وهو الأخذ في غير طريق الجد، وأصله من لعاب الصبي، يقال: لَعَبَ يَلْعَبُ لَعْبًا: إذا سال؛ لأنه يخرج إلى غير جهته، فكذلك اللاعب يمر في غير جهة الصواب.
  · النزول: قيل: كان رفاعة بن زيد، وسويد بن الحارث أظهرا الإسلام، ثم نافقا، وكان رجال من المسلمين يوادونهما، فأنزل اللَّه تعالى هذه فيهم، عن ابن عباس.
  وقيل: نزلت في بعض أهل الكتاب كانوا يهزؤون بالمسلمين إذا صلوا، ذكره القاضي.
  · المعنى: ثم أكد النهي عن موالاة الكفار فقال سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» أي يا معشر المؤمنين «لاَ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ» يعني لا تتخذوا اليهود والنصارى أنصارًا، أولياء؛ لأنهم اتخذوا دينكم هزؤًا وسخرية ولعبا، فوصفهم بالتلاعب بالدين قيل: ذكر ذلك ذمًا لهم، وتحذيرًا عن مثل حالهم، وقيل: إغراء للمؤمنين بعداوتهم، والبراءة منهم «أُوتُوا الْكِتَابَ» أعطوا، الكتاب التوراة والإنجيل «وَالْكُفَّارَ» قيل: كل كافر من غير أهل الكتاب من عابد وثن وملحد وثنوي وغيرهم، وقيل: أراد مشركي العرب بعد ذكر اليهود والنصارى، عن الحسن، والأول الوجه «أَوْلِيَاءَ» قيل: بطانة وأخلاء، وقيل: أنصارًا «وَاتَّقُوا اللَّهَ»