التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون 58}

صفحة 2007 - الجزء 3

  قيل: اتقوا اللَّه في موالاتهم بعد النهي عنه، وقيل: اتقوا عذابه باتقاء معاصيه «إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ» قيل: اتقوا إن كنتم مؤمنين بوعده ووعيده، وقيل: إن من كان مؤمنًا غضب لإيمانه على مَنْ طعن فيه، وكافَأَهُ بما يستحقه من المقت له.

  · الأحكام: تدل الآية على وجوب معاداة من خالف الإسلام، والنهي عن موالاتهم.

  وتدل على أن الهُزْءَ بالدين كُفْرٌ، فتدل على أن جِدَّ الكفر كُفْر، وهزله كُفْر.

قوله تعالى: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ٥٨}

  · اللغة: النداء: الدعاء بمد الصوت على طريقة يا فلان، وندى الصوت هو بعد مذهبه، ومنه أناديك ولا أناجيك، يعني: أُعْلي لك النداء، ولا أُسِرُّ لك النجوى، وأصل الباب النَّدْوُ، وهو الاجتماع يقال: نَدَا القوم يَنْدُون نَدْوًا، إذا اجتمعوا في النادي، ومنه: دار الندوة، والنادي لاجتماع القوم، فإذا تفرق القوم فليس بِنَدِيٍّ، وسميت دار الندوة بمكة؛ لأنهم كانوا يجتمعون فيها للمشاورة، وهي دار قصي بن كلاب، فكانوا يتبركون بها، ومنه قوله: «عَلِّمْهُ بلالاً فإنه أندى منك صوتًا» أي أبعد.

  · الإعراب: الواو في قوله: «وَإذَا نَادَيتُمْ» واو عطف على قوله: «اتَّخَذُوا دِينَكُمْ» وإذا