قوله تعالى: {قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل 60}
قوله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ٦٠}
  · القراءة: في «وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ» عشر قراءات:
  الأول: قراءة العامة وأكثر القراء أبو جعفر ونافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وعاصم ويعقوب والكسائي «عَبَدَ» بفتح العين والباء والدال «الطاغوتَ» بفتح التاء على أنّ (عبد) فعل ماض، نحو ضَرَبَ، وصَبَغَ، والطاغوت مفعول، واختلفوا أنه معطوف على ماذا؟ فقيل: على قوله: «لعنه الله»، تقديره: من لعنه اللَّه وعبد الطاغوت، وقيل: على القردة والخنازير، أي وجعل منهم مَنْ عَبَدَ الطاغوت، والمراد وصفهم بذلك، وحكم فيهم بذلك، وقيل: في قراءة ابن مسعود: من عبدوا الطاغوت.
  الثاني: قراءة حمزة، ويحيى بن وثاب «عَبُدَ» بفتح العين والدال وضم الباء وكسر «الطاغوت»، على معنى أنه شديد العبادة للطاغوت، نحو: رجل حَذُرٌ؛ أي شديد الحذر، وقيل: المراد به العبد، وهما لغتان عَبُدٌ وعَبْدٌ، كَسَبُعٌ وسَبْعِ، وقيل: المراد الجمع؛ أي خدم الطاغوت، فجمع العبد عباد، والعَبُدُ جمع الجمَع كثمار وثمر، ثم استثقل ضمتين متواليتين، فأبدل من الأولى فتحة.
  الثالث: قراءة الأعمش «عُبُد» بضم العين والباء، وكسر تاء «الطاغوت»، وهو جمع عبد كرغيف وَرُغُفٍ، وسرير وسُرُرٍ، قال الشاعر:
  أسوَدَ الجِلْدَةِ من قَوْمٍ عُبُدْ