التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين 67}

صفحة 2031 - الجزء 3

  وقيل: لما نزل قوله تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} سكت النبي ÷ عن عيب آلهتهم فنزلت هذه الآية، وقال: {بَلِّغْ} يعني معائب آلهتهم، ولا تخف منهم، فاللَّه يعصمك عنهم.

  وقيل: نزلت في عيب اليهود واستهزائهم بالنبي ÷ فسكت عنهم، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية.

  وقيل: نزلت في قصة الرجم والقصاص، على ما تقدم في قصة اليهود.

  وقيل: لما نزلت آية التخيير، وهو قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} فلم يعرضها عليهن خوفًا من اختيارهن الدنيا، فنزلت هذه الآية.

  وقيل: نزلت في أمر زيد وزينب بنت جحش.

  وقيل: نزلت في الجهاد، فإن المنافقين كرهوه، فكان يمسك أحيانًا من حثهم على الجهاد، فنزلت الآية.

  وقيل: نزلت في إزالة التوهم أنه، ÷ كتم شيئًا من الوحي للتقية، عن عائشة.

  وقيل: نزلت في فضل علي، ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده، وقال: «من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللَّهم وال من والاه وعاد من عاداه»، فلقيه عمر فقال: هنيئًا لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، عن ابن عباس، والبراء بن عازب، ومحمد بن علي.

  وقيل: نزلت في حقوق المسلمين فعند ذلك قال في حجة الوداع لما بين الشرائع والمناسك: «هل بلغت»؟ قالوا: نعم، قال: «اللَّهم فاشهد».