قوله تعالى: {لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون 70 وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون 71}
  · القراءة: اختلفوا في «أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ» فقرأ برفع النون حمزة والكسائي، وأبو عمرو ويعقوب، وقرأ الباقون بالنصب، أما الرفع فعلى تقدير: حسبوا أنه لا يكون بإضمار الهاء، وهو حسن في العربية. وأما النصب فعلى مخرج اللفظ، نصب ب (أَنْ) وترك المبالاة ب (لا)، واتفقوا في رفع (فتنة).
  · اللغة: الهواء: ممدودا الجو، والهوى مقصورا: هوى النفس، أخذ منه، يقال: هَوِيَ يَهْوَي.
  والفتنة أصله الاختبار، يقال: فتنت الذهب بالنار، أي أخلصته؛ ليظهر خيره وشره، ومنه: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} ثم يستعمل في معان.
  والحسبان: قوة أحد النقيضين في النفس على الآخر، ومنه الحساب، ورُسُل: جمع رسول نحو: غفور وغُفُر، وفجور وفجر، ومنهم من يُسَكِّن فيقول: رُسْلٌ، فتلغى الضمة استخفافًا.
  · الإعراب: يقال: لم عطف المستقبل على الماضي في قوله: «فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفرِيقَا يَقْتُلُونَ»؟
  قلنا: فيه قولان:
  الأول: ليدل على أن ذلك من شأنهم، ففيه معنى كذبوا وقتلوا، ويكذبون ويقتلون. مع التشاكل الذي حصل بعطف المفعول على المفعول.
  الثاني: أنه على تقدير: فريقًا كذبوا لم يقتلوا، وفريقًا كذبوا يقتلون، فيكون يقتلون صفة للفريق، ونصب (فريقًا) لأنه مفعول، تقديره: كذبوا فريقًا وقتلوا فريقًا،