قوله تعالى: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون 89}
  · اللغة: الأخذ: تناول الشيء، أخد يأخذ أخذًا، والمؤاخذة المفاعلة من الأخذ، ثم يذكر هذا البناء وإن لم يكن بين اثنين، كما يقال: عافاك اللَّه.
  واللغو: ما لا يعتد به، وأصله يقال لما لا يُعَدُّ من أولاد الإبل في الدية وغيرها لغو، ثم يستعمل في كل ما [لا] يعتد به، يقال: لغا يلغو، واللَّغا: اللغو، قال:
  عَنِ اللَّغَا وَرَفَثِ التكلَّمِ
  واللغو في الأيمان ما لا ينعقد عليه القلب، كأنه غير معتد به.
  والتكفير: أصله الستر، ومنه الكفارة؛ لأنها تستر اليمين من الحنث، ومنه قيل للزارع: كَفَّار، ومنه الكفر ضد الإيمان؛ لأنه يجحد نعم اللَّه ويسترها.
  والوسط من كل شيء أعدله، ومنه: {وَكذَلِكَ جَعَلنَاكُم أُمَّةً وَسَطًا} ومنه: فلان من أوسطهم حسبًا.
  والتحرير: إخراج العبد إلى الحرية، وهو فك العبد من أسر العبودية، وأصله الفك من الأسر، والحُرُّ: خلاف العبد، وطين حُرٌّ: لا رمل فيه، ويقال: حر الرجل يَحَرُّ من الحرية لا غير، ومن الحَرِّ الذي هو خلاف البرد حَرَرْتَ يا يَوْمُ فيحر، وحَرِرْت تَحَرُّ كلاهما جائز، فأما قول الفرزدق:
  أَبَنِي غُدَانَةَ إِنَّنِي حَرَّرْتُكُمْ ... فَوَهَبْتُكُمْ لِعَطِيَّةَ بْنِ جِعَالِ
  فالمراد: فككت رقابكم من ذل الهجاء.