التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون 90 إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون 91}

صفحة 2072 - الجزء 3

  وأما الصوم: فقد بينا الخلاف في التتابع، قال. أبو حنيفة: لا تجزئ الكفارة قبل الحنث، وقال الشافعي: تجوز إلا في الصوم، وقال مالك: تجوز في الجميع، وإن مات وعليه كفارات فإن أوصى تنفذ من ثلث ماله، وإن لم يوص سقط، وقال الشافعي: هو دين عليه لا يسقط بالموت، واتفقوا أن الصوم يسقط.

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ٩٠ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ٩١}

  · اللغة: الخمر قيل: أصله التغطية فسميت الخمر لمخامرتها العقل؛ أي: خالطه فستره، والخمر أُخِذَ منه، وهو كل ما سترك من شجر أو غيره، ومنه قوله: «خمروا آنيتكم» أي غطوها، ومنه خمار المرأة، ويقال: دخل في خمار الناس أي زحمتهم، ومنه الخمار، والخمير: العجين لأنه يغطي، قال الخليل: الخمر معروفة، واختارها إدراكها وغليانها، وقال ابن الأعرابي: سميت بذلك لأنها تركت فاختمرت، واختمارها تغير ريحها، ويقال: خامره الحزن خالطه، وخمر شهادته كتمها.

  والميسر: القمار مأخوذ من اليُسْر، خلاف العسر، قال الأزهري: الميسر: الجزور. الذي كانوا يتقامرون عليه، سمي ميسرًا لأنه يجزأ أجزاء، فكأنه موضع