قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون 90 إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون 91}
  · الأحكام: تدل الآية على تحريم الخمر، وتعاطي القمار، وعبادة الأصنام، والتمسك بالأزلام.
  وتدل على وجوب إحسانه؛ لأن قوله: «رجس فاجتنبوه» يدل على ذلك، وأنه يجب المباعدة.
  ومتى قيل: هلا دل على تحريم اتخاذ الخمر؟
  قلنا: لأن التكليف تعلق بما هو خمر، فما لم يثبت كذلك لا يدخل في الظاهر.
  وتدل على تحريم سائر التصرفات في الخمر؛ لأن قوله: «فاجتنبوه» يحتمل كل ذلك، فيحرم شربه وبيعه وشراؤه.
  وتدل على أنه لا يجوز استعماله في التداوي.
  وتدل على تحريمه من وجوه:
  أحدها: قوله: «رِجْسٌ» فيجب اجتنابه.
  وثانيها: قوله: «مِنْ عَمَلِ الشَّيطَانِ».
  وثالثها: قوله: «فَاجْتَنِبُوهُ».
  ورابعها: قوله: «لَعَلَّكُمْ تُفلِحُونَ» فعلق الفلاح بتركه.
  وخامسها: أنه يؤدي إلى العداوة، فيكون مفسدة.
  وسادسها: نهيه تعالى، وقد علم تحريم الخمر من دينه ÷ ضرورة، وأجمعت الأمة على ذلك، والخلاف في أن الخمر ماذا ماهيته على ما نبينه.
  ويدل قوله: «مِنْ عَمَلِ الشَّيطَانِ» على بطلان قول الجبرية في خلق الأفعال، وكذلك قوله: «فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ» وقوله: «فَاجْتَنِبُوهُ»، ولو كان خلقًا له لما صح شيء من ذلك.
  وتدل على أنه لا يريده؛ لأنه ذم الشيطان على هذه الإرادة فكيف يريده هو.