التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم 101 قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين 102}

صفحة 2103 - الجزء 3

  وتدل على أن الفلاح لا ينال إلا به فيبطل قول المرجئة.

  وتدل على أنه يريد من عباده الطاعة وتجنب المعصية.

  وتدل على أن التقوى فعل العبد، فيبطل قولهم في المخلوق.

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ١٠١ قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ١٠٢}

  · اللغة: السؤال: طلب إظهار معنى كما أن الاستخبار طلب الخبر والاستعلام طلب العلم.

  والبُدُوُّ: الظهور بدا يبدو بدوًا، إذا ظهر، وفلان ذو بدوات إذا بدا له الرأي بعد الرأي، وبدا لي في هذا الأمر: أي تغير رأيي عما كان عليه لأمر ظهر لي، والبداء لا يجوز على اللَّه تعالى؛ لأنه عالم لم يزل بجميع الأشياء، فلا يجوز أن يقال: ظهر له ما لم يكن ظاهرًا، وتغير علمه، وهو المبدي والبادي؛ لأنه بدأ الخلق أي أظهره بأن أوجده عن العدم، وأبداه إبداء إذا أظهره، والبَدْوُ خلاف الحَضَرِ لظهوره.

  · الإعراب: قوله: «عَنْهَا» الكناية قيل: تعود على المسألة: لأن «لا تسألوا» يدل عليها بالعفو عن مسألتهم التي سلفت منهم، وقيل: على الأشياء التي سألوها من أمور الجاهلية بما يسوؤهم.

  «أشياء» خفض ب (عن) ومحله نصب إلا أنه لا ينصرف.