قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم 101 قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين 102}
  يقال: ما وزن أشياء؟
  قلنا: فيه ثلاثة أقوال:
  الأول: أفعال إلا أنه لم يصرف لأنهم شبهوه بحمراء عن الكسائي، فألزمه الزجاج ألا ينصرف أبناء وأسماء.
  الثاني: وزنه أفعلاء كقولك: أصدقاء وأصفياء، وأصلها أشيئاء قاستثقلوا اجتماع الياء والهمزتين، فقدموا الهمزة؛ فلذلك لم ينصرف أشياء، عن الفراء والأخفش، فألزمه المازني، فقال: كيف يصغرها؟ فقال الأخفش: أُشَيَّاء، فقال: يجب أن يصغرها شيَيْئَات كما يصغر أصدقاء في المؤنث صُدَيقات، وفي المذكر صُدَيْقُون.
  الثالث: قول الخليل وسيبويه: هي لفظة مقلوبة كما قلبوا أينق عن أنوق، وقِسِيّ عن قووس، وكان أصله شيئاء، فاستثقلوا هذا البناء، فقدموا الهمزة، فلما كان في الأصل فعلاء مثل حمراء لم ينصرف في معرفة ولا نكرة، كما لا ينصرف حمراء في معرفة ولا نكرة.
  والهاء في قوله: «قَدْ سَأَلهَا» قيل: يرجع إلى الأشياء وقيل: إلى المسألة.
  · النزول: قيل: سأل رجل يقال له عبد اللَّه، وكان يُطْعَنُ في نسبه، فقال: يا رسول اللَّه من أبي؟ فقال «حذافة»، فنزلت الآية، عن ابن عباس وأبي هريرة والحسن وطاووس وقتادة والسدي.
  وقيل: سأله في هذا المجلس رجل فقال: أين أبي؟ فقال: «في النار» عن أبي هريرة.
  وقيل: سألوا عن أمر الحج لما نزل قوله: {وَللَّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيتِ}.