التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم 101 قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين 102}

صفحة 2105 - الجزء 3

  فقال عكاشة بن محصن: أفي كل عام؟ قال: «لا، ولو قلت: نعم، لوجبت»، عن علي وأبي هريرة وأبي أمامة وابن عباس ومجاهد، وقال الأصم: سألوا رسول اللَّه ÷ في ذلك المجلس عن أشياء حتى غضب، وقال: «سلوني، سلوني».

  وقيل: كانوا يسألون رسول اللَّه، ÷ امتحانًا واستهزاءً فيقول بعضهم: مَنْ أمي؟ ويقول بعضهم: أين أبي، ويقول الآخر: ضلت ناقتي، فأين ناقتي، فنزلت الآية، عن ابن عباس.

  وقيل: سألوه عن البَحِيرَةِ والسائبة والوصيلة والحام، فنزلت هذه الآية، ألا تراه يقول بعد ذلك: «مَا جَعَلَ اللَّه مِنْ بَحِيرَةٍ ..» الآية، عن مجاهد.

  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟

  قلنا: قيل: فيه وجوه: قيل: يتصل بقوله: «تفلحون» وأن من الفلاح ترك السؤال، وقيل: إن على الرسول البلاغ، وأنه يبلغ ما فيه مصلحة، فلا تسألوا عما لا يعنيكم، واتصل بذكر الرسول، وقيل: يتصل بقوله: «تبدون» و «تكتمون» فلا تسألوا فيظهر سرائركم، وقيل: من البلاغ أن ينهاكم عن سؤالٍ ما لو ظهر لكم يسوؤكم.

  · المعنى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ» قيل: هو ما لا يتعلق به تكليف لجواز أن يكون تحته تكليف يثقل حمله، ويشق العمل به فيسوؤهم، واللَّه أعلم بالمصالح، وقيل: هو كالأنساب والاعتقادات ونحوها، وقيل: أمور الجاهلية، وقيل: فيه تقديم