التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إذ قال الله ياعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين 110}

صفحة 2131 - الجزء 3

  والقدس: الطهر، والمقدسة: المطهرة، والقادسية موضع سمي بذلك؛ لأن إبراهيم دعا لها بالقدس على ما روي.

  والأكمه: الذي يُولَد أعمى، وقال الخليل: قد يكون أيضًا الذي يعمى - بعد أن يكون بصيرًا، قال سويد:

  كَمَهَتْ عَيْنَاهُ حَتَّى ابْيَضَّتَا

  الكف: أصله المنع، كففته عن الأمر: منعته، وكفكفته: لفقته، والمكفوف: الأعمى؛ لأنه مُنِعَ من الرؤية، ومنه الكف؛ لأنه يُمْنَعُ به.

  · الإعراب: يقال: ما عامل الإعراب في (إذ)؟

  قلنا: فيه قولان:

  الأول: على الابتداء على ذلك «إِذْ قَالَ اللَّه» فيكون موضعه رفعًا.

  الثاني: اذكر إذ قال فيكون موضعه نصبًا، وقيل: ماذا أجبتم على عهد عيسى إذ قال اللَّه.

  ويقال: ما موضع (عيسى) من الإعراب؟

  قلنا: قيل: نصب؛ لأنه نداء منسوب إذا جعلته نداء واحدًا، وإن شئت جعلته نداء ينفي كون «عيسى» في محل الرفع؛ لأنه نداء مفرد، وتقديره: يا عيسى يا بن