قوله تعالى: {وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون 111}
قوله تعالى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ١١١}
  · اللغة: الوحي: إلقاء المعنى في النفس على وجه يخفى، ثم ينقسم فيكون بإرسال الملك إليه، وبمعنى الإلهام، وبمعنى الإعلام، وأوحى وَوَحَى بمعنى.
  وأصل الحَوْرُ الخلوص، ومنه الخبز الحواري، ومنه: «يحور» أي يرجع إلى حال الخلوص، ثم كثر حتى قيل لكل راجع: حارٍ، والحَوَرُ في العين قيل: شدة بياضها في شدة سوادها، وقال أبو عمرو: أنْ تسود العين كلها سمي بذلك لخلوصها، وحورت الثياب بيضتها، فأما الحواريون فقيل: كانوا يحورون الثياب أي يبيضونها، والحواري أيضًا الناصر، ومنه قيل للزبير: حَوَارِيّ.
  · الإعراب: العامل في (إذ) محذوف تقديره: واذكر إذ أوحيت، وقيل: واذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أوحيت إلى الحواريين، وقيل: واذكر نعمتي على الحواريين إذ أوحيت إليهم، وقيل: هو معطوف على قوله: «إذ أيدتك»، عن أبي مسلم.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى إتمام نعمه على عيسى وقومه، فقال سبحانه: «وَإذْ أَوْحَيتُ» قيل: ألهمت، كقوله: {وَأَوحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} وقيل: أخطر بقلوبهم ما به يعرف الحق، وقيل: ألقيت إليهم بالآيات التي أريتهم، عن الأصم، وقيل: أمرت، و (إلى) صلة، عن أبي عبيدة «إِلَى الْحَوَارِيينَ» قيل: أنصار عيسى، عن الحسن، وقيل: هم