التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب 116 ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد 117 إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم 118}

صفحة 2142 - الجزء 3

  الرابع: سمكة فيها طعم كل شيء، عن عطية العوفي.

  الخامس: أقرصة من شعير وحيتان، عن وهب.

  وقيل: إن الملائكة أقبلت بالمائدة يحملونها، فأكلوا منها، وقيل: كان تنزل بكرة وعشيًّا عن قتادة كالمن والسلوى لبني إسرائيل، وقيل: نزلت سفرة حمراء بين غمامتين، والأوجه الأول؛ لأنهم سألوا المائدة، فلمَّا رجعوا إلى الحَضَرِ تحدثوا، فضحك منهم من لم يشاهدها، فمسخوا قردة، وقيل: نزلت المائدة، وعليها أرغفة، ودعا عيسى، فيورك فيها حتى كثرت، وأكل جميعهم، وقيل: كفر بعض من شاهده، فمسخوا قردة، ومكثوا ثلاثة أيام، ثم هلكوا.

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ١١٦ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ١١٧ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ١١٨}

  · القراءة: قراءة العامة: «عبادك»، وعن الحسن «عبيدك»، والمعنى واحد. والعبد واحد العبيد، وأصل العبودية الخضوع، ومنه: طريق مُعَبَّدٌ، أي مذلل.

  · اللغة: أصل الرقيب المراقبة، وهي المراعاة، ومنه الرقبة؛ لأنها في مثل موضع