التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب 116 ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد 117 إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم 118}

صفحة 2143 - الجزء 3

  الرقيب من علو المكان، والرقيب: الحافظ، والرقيب: المنتظِر، تقول: رقبت أرقبت رقبة ورقبانًا: إذا انتظرت، والمَرْقَبُ المكان العالي الذي يقف عليه الرقيب.

  · الإعراب: يقال: ما العامل في (إذ)؟

  قلنا: فيه قولان:

  الأول: ما عمل في (إذ) الأولى فيكون عامل الإعراب فيهما واحدًا.

  الثاني: عطف جملة على جملة لتطاول الكلام بينهما، فيكون العامل مضمرًا غير الأول.

  ويُقال: في قوله: «وإذ قال» لم جاء على صفة الماضي والمراد به المستقبل؟

  قلنا: لتحقيق كونه وظهور برهانه كقوله: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ} لأنه بمنزلة ما قد وقع وشوهد، قال أبو النجم:

  ثُمَّ جَزَاه اللهُ عَنَّا إِذْ جَزَى يعني إذا جزى. قال زياد الأعجم يرثي المغيرة بن المهلب:

  فَإِذَا مَرَرْتَ بِقَبْرِه فَانْحَرْ لَهُ ... كُومَ الهِجَانِ وكُلَّ طِرْفٍ سَابِحِ

  وانْضَحْ جَوَانِبَ قَبْرِه بدِمَائِها ... فلَقَد يَكُونُ [أخا دَمٍ] وذَبَائح

  يعني كان، والعرب تفعل مثل هذا للتصرف في الكلام، الكوم: القطعة من الإبل، والكوماء: الناقة العظيمة السنام، والهجان من الإبل: البيض الكرام.