قوله تعالى: {وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب 116 ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد 117 إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم 118}
  ويقال: ما موضع (أن) في قوله: «أن اعبدوا» من الإعراب؟
  قلنا: فيه أقوال:
  الأول: الجر على البدل من الضمير في (به).
  الثاني: النصب على البدل من (ما).
  الثالث: لا موضع لها على أن تكون بمعنى (أي).
  «الرقيب» نصب؛ لأنه خبر (كان)، و «أنت» صلة وعماد.
  · المعنى: ثم بين تعالى من تمام قصة عيسى وقومه يوم القيامة، فقال سبحانه: «وَإِذْ قَالَ اللَّه» أي واذكر إذ قال اللَّه، وقيل: هو عطف على قوله: «وَإِذْ قَالَ اللَّه يَاعِيسَى» واختلفوا متى قيل هذا لعيسى؟ قيل: يوم القيامة، عن قتادة وابن جريج وأبي علي والزجاج وأبي مسلم لقوله: «هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصادِقِينَ صِدْقُهُمْ» ولأن ما قبله وما بعده صفة القيامة، وقيل: قاله لعيسى حين رفعه إلى السماء في الدنيا، عن السدي وقطرب والأصم؛ لأن مخرج الفعل مخرج الماضي، والوجه الأول؛ لأنه يقول توبيخًا وتقريعًا لقومه «أأنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ» هذا سؤال توبيخ لمن ادعى ذلك على عيسى، عن أبي علي والزجاج، وقيل: تعريف أن قومه غيروا الأمر إلى الأمر العجيب، عن السدي، على أنه سأله في الدنيا، وقيل: ليشهد عليهم ببطلان ما هم فيه يوم القيامة، ويتبرأ منهم، ويقر بالعبودية حجة عليهم للناس، قيل: لمن غَيَّرَ دينه إلى النصرانية وكفروا، «اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَينِ» أما اتخاذهم عيسى إلهًا فلأنهم قالوا: اتحد اللاهوت بالناسوت فصارا شيئًا واحدًا يعبد، وقالوا: هو جوهر واحد ثلاثة أقانيم: أقنوم الأب، وأقنوم الابن، وأقنوم روح القدس. ومنهم من يقول: اتحد الأقانيم بالمسيح، وقيل: اعتقدوا