قوله تعالى: {وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون 3 وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين 4 فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون 5}
  فلا معني لإنكار من أنكر ذلك. إذا قُتِل علمنا أن المعلوم كان كذلك، فخلاف المعلوم لا يوجد.
  وتدل على أن الكفر والعدول عن الحق والامتراء في الدين فِعْلُ العبد، وليس بخلق اللَّه تعالى؛ إذ لو كان خَلْقًا له لما توجه الذم عليهم، ولما صح إضافته إليهم إلا مجازًا؛ ولأنه تعالى لا يخلق القبيح، ثم يذمه.
قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ٣ وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ٤ فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ٥}
  · اللغة: السر: إخفاء الشيء في النفس، ونقيضه الجهر: إظهار المعنى الذي في النفس.
  والكسب: الفعل لاجتلاب نفع أو دفع ضرر.
  والإعراض عن الشيء: الانصراف عنه.
  والنبأ: الخبر، وجمعه: أنباء.
  والاستهزاء: إيهام التفخيم في معنى التحقير، ونظيره الهُزْءُ، هَزِئ به هُزْءًا، واستهزأ استهزاءً.
  · الإعراب: العامل في قوله: «في السماوات» فيه قولان:
  قيل: ما دل عليه اسم اللَّه على أنه وقع موقع قولك: المدبر، عن الزجاج.
  وقيل: على الحذف بتقدير: وهو اللَّه مدبر في السماوات.