قوله تعالى: {ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين 7}
قوله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ٧}
  · اللغة: نزلنا وأنزلنا بمعنى، غير أن في (نزلنا) مبالغة؛ لأن (فَعَّلَ) الأصل فيه أنه للتكثير والمبالغة، نَزَّلَ تنزيلاً، وأنزل إنزالاً، والتنزيل على ضربين:
  أحدهما: بمعنى ينزل به المَلَك.
  والآخر: أن ينزله فيمسكه بين السماء والأرض، والإنزال على القرطاس يصح؛ لأنه جسم، وعلى الكلام لا يصح؛ لأنه عَرَض فينزل به الملك.
  والقرطاس: الصحيفة، قيل: إن العرب تسمى الصحيفة قرطاسًا من أي شيء كانت.
  · الإعراب: «كتابا» نكرة لأنه مصدر بمعنى الكتابة، ونصبه لأنه مفعول، تقديره: نزلنا كتابًا في قرطاس.
  · النزول: قيل: نزلت الآية في النضر بن الحارث وعبد اللَّه بن أمية ونوفل بن خالد قالوا: يا محمد، [لن نؤمن] لك حتى تأتينا بكتاب من عند اللَّه، ومعه أربعة من الملائكة يشهدون أنه من عند اللَّه، وأنك رسول اللَّه، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية.
  · المعنى: لما تقدم الخبر عن المعرضين عن الحق مع ظهور الآيات بَيَّنَ في هذه الآية ما علم من حالهم، فقال سبحانه: «وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ» قيل: معلقًا من السماء إلى الأرض، عن ابن عباس، وقيل: كتابة في صحيفة تنزل به الملائكة ونحن