التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون 8 ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون 9 ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون 10 قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين 11}

صفحة 2164 - الجزء 3

  نعاينه، وقيل: لو نزلنا كتابًا فأخذوه، وذلك غاية ما يحتج اللَّه به على عباده لقالوا: سكرت أبصارنا، عن الأصم.

  والقرطاس: الصحيفة، عن ابن عباس والسدي وقتادة «فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ» يعني عاينوه معاينة، مسوه بأيديهم «لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ» أي واضح بين.

  · الأحكام: تدل الآية على قولنا في اللطف؛ لأنه بَيَّنَ أنه إنما لم يفعل ما سألوه حيث علم أنهم لا يؤمنون عنده.

  وتدل أنهم مع رؤية المعجزات نسبوها إلى السِّحْر، إما لعناد، أو شبهة، أو تقليد.

  وتدل على أن ذلك القول فعلهم، لذلك ذمهم عليه، ولأنه لا يصح أن يخلق معجزة ويخلق القول بأنها سحر، وذلك يبطل قولهم في المخلوق.

قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ ٨ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ ٩ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ١٠ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ١١}

  · اللغة: القضاء: فَصْلُ الأمر، ومنه: {لَقُضيَ بينهم} أي لفصل الأمر بينهم، ومنه قضى القاضي إذا فصل في الحكم. قال أبو مسلم: القضاء للشيء الفراغ منه، وذلك يرجع إلى ما قلنا؛ لأنه يفرغ منه بالفصل.