قوله تعالى: {وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون 8 ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون 9 ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون 10 قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين 11}
  والإنظار والإمهال نظائر، ومنه {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}.
  واللَّبْس: الستر بالثوب ونحوه، لبِسْتُ الثوب أَلْبَسُهُ لَبْسًا، واللباس الثياب، ولباس التقوى: جمال التقوى؛ لأنه كاللباس الذي يتجمل به، واللبوس: الدرع؛ لأنها تستر البدن من السلاح، واللبيس: الذي قد أخلق لكثرة اللبس، ولَبَسْتُ عليه خَلَطْتُه، والتبس التباسًا، وأمر ملتبس.
  قال أبو مسلم: لبَسْت أَلْبِس - بفتح الباء في الماضي وكسرها في المستقبل - من اللبس الذي هو الشك، وعلى خلاف ذلك من اللباس الذي هو الكسوة، فإنه يكسر في الماضي وتفتح في المستقبل تقول: لِبْست أَلْبَس. قال الشاعر في اللبس الذي هو الشك، أنشده أبو مسلم للخنساء:
  صَدِّقْ مَقَالَتهُ واحْذَرْ عَدَاوَتَهُ ... والْبِسْ عَلَيَهِ بِشَكٍّ مِثْلَ مَا لَبِسَا
  وحاق وحَقَّ يجريان مجرى واحدًا، والعرب تزيل التضعيف في كثير من الكلام إلى إحدى بنات الياء والواو والهمزة، من ذلك ذل وذال. والذم والذام تقول: ذممت فلانًا وذأمته بالهمز، ومنه: {اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا} ومعنى حاق: حَلَّ، يقال: حاق يحيق حَيْقًا وحَيَقَانًا، وفي أصله وجهان:
  الأول: حلول مكروه فعل الإنسان، عن الزجاج.
  والثاني: أن أصله حق بهم المكروه إلا أن المضاعف قلب إلى حرف العلة على ما بَيَّنَّا.
  · الإعراب: يقال: كيف خرجت (لولا) إلى معنى التحضيض؟
  قلنا: لأن معنى (لو) إيجاب الثاني عن الأول، فخرجت في (لولا) إلى إيجاب المعنى لا عن أول.