التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين 23 انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون 24}

صفحة 2187 - الجزء 3

  بنفسه ظلمًا، وتدل على أنه يَعْظُمُ بحسب الضرر، ويدل قوله: «افترى» على بطلان الجبر من وجوه:

  أحدها: أنه أثبتهم مفترين فدل أن الافتراء فِعْلُهُم.

  وثانيها: أنهم أضافوا كل فاحشة إلى خلقه وإرادته.

  وتدل على أن من يطلق عليه اسم ظالم لا يظفر بالثواب.

  وتدل على إثبات المعاد، وحشر جميع الخلائق.

  وتدل على أن العصاة يوبخون على رؤوس الخلائق، وفيه التحذير العظيم من العصيان واللطف للمخلوق في الإمساك لأمر اللَّه تعالى.

قوله تعالى: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ٢٣ انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ٢٤}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم «ثُمَّ لَمْ تَكُنْ» بالتاء «فِتْنَتَهم» بالنصب.

  وقرأ ابن كثير وابن عامر وحفص عن عاصم: «لم يكن» بالياء «فِتْنَتُهُمْ» بالرفع.

  وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب «يكن» بالياء «فِتْنَتَهُمْ» بالنصب، أما تاء (تكن) لأنه وقع على مؤنث، وهو الفتنة مع أنها أقرب إلى الفعل في اللفظ.