قوله تعالى: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين 40 بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون 41}
  وأما الفصل الرابع: فتدل الآية على أن المكذِّب يحشر على أسوأ حال لتركهم الحق، وكونهم صمًا بكمًا إما أن يكون في الآخرة، أو تشبيهًا على ما تقدم.
  ومتى قيل: فأي فائدة في تشويه الخلق وتسويد الوجه؟
  قلنا: فيه لطف للمكلف، وخزي للعصاة.
قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٤٠ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ٤١}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع: «أرأيتكم» و «أرأيت» و «رأيت» و «فرأيت»، وأشباه ذلك بتخفيف الهمزة كل القرآن. وقرأ الكسائي: «أرايتكم» و «أرايت» و «أرايتم» بترك الهمزة كل القرآن، وقرأ الباقون بالهمز فيها كل القرآن.
  وفي «رأيت» ثلاث لغات: إثبات الهمز على التحقيق، وتخفيفها، وحذفها، وإنما يحذف ذلك في الاستفهام.
  · اللغة: الدعاء: مصدر دعوت أدعو دعاء، يقال: دعوت اللَّه إلى كذا، ودعوته بكذا، والفرق بينهما أن (إلى) تدل على الغاية، التي هي عَرَضٌ كقولك: دعوته إلى أن يغفر لي، وليس الباء كذلك، وإنما تدل على متعلق الدعاء كقولهم: دعوته بأن يسهل لي طريق الحج.
  والنسيان: خلاف الذكر، والنسيان: الترك، ومنه: {نسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُم}.