قوله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين 52 وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين 53}
  · القراءة: قرأ ابن عامر: «بالغُدْوَةِ والعشي» بالواو وضم الغين، وفي سورة (الكهف) مثله، وقرأ الباقون «بالغداة» بالألف وفتح الغين في السورتين. وقرأ ابن أبي عبلة: «بالغدوات والعشيات» وأصله الواو، ولذلك يجمع غدوات، وتقلب فتحة الواو إلى الدال، فصارت الواو ألفًا.
  · اللغة: الطرد والإقصاء والتشريد نظائر، وهو الإبعاد، طرده طردًا.
  والوجه: الجارحة المعروفة، سميت بذلك لأنها تواجهك، والوجه: نفس الشيء أيضا، يقال: هذا وجه الرأي؛ أي الرأي.
  والفتنة: الاختبار والامتحان، قال الكسائي: أهل نجد يقولون: أَفْتَنَّا القوم، وسواهم فتونًا، وأهل تهامة يقولون: فَتَنَّاهم، وبذلك نزل القرآن.
  والشكر: الاعتراف بالنعمة مع القيام بحقها من تعظيم المنعم، وضده الكفر، والشكر يكون بالقلب واللسان.
  · الإعراب: «وَلاَ تَطْرُدِ» جزم للنهي، وكُسِرَ لالتقاء الساكنين. «فَتَطْرُدَهُمْ» جواب للجحود، وهو قوله: «مَا عَلَيكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيءٍ» «فَتَطْرُدَهُمْ». «فَتَكُونَ» نصب لأنه جواب لقوله: «وَلاَ تَطْرُدِ» أي لا تطردهم فتكون من الظالمين وقيل: عطفًا على قوله: «فتطردهم»، تقديره: لا تطرد فتكون بطردهم من الظالمين، عن أبي مسلم. والكاف في قوله: «وكذلك» كاف التشبيه، والمشبه به اختلاف أحوالهم في الغنى والفقر، والقوة والضعف والعز والذل، وتقديره: اختلاف أحوالهم في الأرزاق والابتلاء كاختلاف سائر أحوالهم، واللام في قوله: «ليقولوا» قيل: لام العاقبة أي: صار أمرهم