قوله تعالى: {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم 54 وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين 55}
  · الإعراب: يقال: ما عامل الإعراب في قوله: «إذا»؟
  قلنا: تقديره: سلام عليكم إذا جاؤوك، فأما موضع «جاؤوك» فخبر؛ لأن (إذا) مضاف إليه كقولك: «حين جاءك الَّذِينَ»، والكاف في قوله: «وكذلك» كاف التشبيه.
  وفي المشبه والمشبه به قولان:
  الأول: التفصيل الذي تقدم في صفة الضال والمهتدي شبيه بتفصيل الدلائل على الحق والباطل.
  الثاني: كما فصلنا ما تقدم من الآيات لكم نفصله لغيركم، عن أبي علي.
  والواو في قوله: «ولتستبين» قيل: زائدة، وقيل: واو عطف تقديره: ليظهر لكم الحق ولتستبين سبيل، فهو محمول على المعنى.
  · النزول: اختلفوا في سبب نزول الآية على أقوال:
  قيل: نزلت في القوم الَّذِينَ نهى اللَّه عن طردهم، فكان النبي ÷ إذا رآهم بدأهم بالسلام، عن عكرمة والحسن.
  وقيل: نزلت في عمر بن الخطاب ثم اختلفوا، فقال بعضهم: لما التمسوا من رسول اللَّه ÷ أن يطردهم ليؤمنوا به أشار عمر بذلك طمعًا في إيمانهم، فلما نزلت «ولا تطرد» جاء عمر يعتذر، وقال: ما أردت إلا الخير، فنزل فيه «وإذا جَاءَك»، عن الكلبي، وقال بعضهم: إنما سأل الكفار النبي ÷ ذلك بمراسلة عمر، فلما نزلت: «ولا تطرد» جاء عمر يعتذر، فنزلت الآية: «وإذا جاءك».
  وقيل: نزلت الآية في قوم من الصحابة، وذلك أن الرؤساء لَمَّا أرادوا أن يَخُصَّهُمْ النبي ÷ بمجلسه بعث النبي ÷ ليفعل ما أرادوا، فلما نزلت «ولا تطرد» جاؤوا معتذرين شاكرين لما رفع اللَّه من قدرهم، فنزلت الآية فيهم.