التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون 57}

صفحة 395 - الجزء 1

قوله تعالى: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ٥٧}

  · اللغة: الظُّلة والسُّتْرَة بمعنى، يقال: ظلله تظليلاً، والظِّل بكسر الظاء معروف، ويقال: لسواد الليل: ظل، ومنه: {كيف مَدَّ الظِّلَّ} ومكان ظليل دائم الظل، وأصله السترة.

  والغمام: السحاب، والقطعة منها غمامة، وقيل: هو ما ابيض من السحاب، وأصله: الغطاء: ومنه أغم الرأس.

  والمن: الإحسان، والمن القطع، ومنه: {لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}.

  والمن: الذي كان يسقط على بني إسرائيل سمي مَنًّا؛ لأنه إحسان من اللَّه إليهم.

  والسلوى: طير أبيض مثل السُّمَّانى، وأصل السلو: ذهاب الغم، يقال: سلا يسلو سلوًا، وسمي السلوى بذلك كأنه يزيل الهم.

  ويقال: ما واحد السلوى؟

  قلنا: قال الأخفش: واحده سلوى، كقولك: دفلى للواحد والجمع، وقال الخليل: سَلْوَاةٌ، وقيل: لا واحد له.

  والظلم: ضرر ليس فيه نفع، ولا دفع ضرر أعظم منه، وليس بِمُسْتَحَقٍّ عن أبي علي. وقيل: هو الضرر القبيح، عن علي بن عيسى.

  · الإعراب: يقال: ما موضع «كلوا» من الإعراب؟

  قلنا: نصب بمحذوف كأنه قيل: وقلنا لهم كلوا، وموضع السلوى نصب؛ لأنه عطف على المن.