التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين 57 قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين 58}

صفحة 2256 - الجزء 3

قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ٥٧ قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ ٥٨}

  · القراءة: قرأ ابن كثير ونافع وعاصم: «يقص الحق» بالصاد من القصص، يعني يقول الحق، قالوا: لأنه مكتوب في جميع المصاحف بغير ياء، ولأنه قال: «يقص الحق» وإنما يقال: قضيت بالحق، وقرأ الباقون بالضاد من قضى يقضي، قالوا: ويدل عليه قوله: «إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ» وقوله: «وَهُوَ خَيرُ الْفَاصِلِينَ» والفصل: الحكم، قالوا: وإنما حذف الياء لاستثقال الألف واللام كقوله: {لَصَالُو الْجَحِيمِ} {وَيَمْحُ اللَّهُ البَاطِلَ} {وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ} قالوا: وإنما حذف الباء من الحق؛ لأنه صفة المصدر، وتقديره: يقضي القضاء الحق.

  · اللغة: البينة: الدلالة التي تفصل بين الحق والباطل.

  والبيان: هو الدلالة، عند شيخنا أبي علي وأبي هاشم، وقيل: هو العلم الحادث، عن أبي عبد اللَّه البصري، والتبيين: حصول الفصل بين الملتبس.

  والاستعجال: طلب الشيء قبل وقته. والحُكْمُ: فصل الأمر على موجب الحكمة، وأصله المنع كالحكم؛ لأنه يخلص مما منع منه الحكم، وقيل: القضاء والحكم واحد، عن أبي مسلم.