التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين 57 قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين 58}

صفحة 2257 - الجزء 3

  والقضاء: فصل الأمر على التمام يقال: قضى بمعنى صنعه على تمام، قال الشاعر:

  وعليهما مَسْرُودتان قضاهما ... داودُ أَوْ صَنَعَ السَّوابِغَ تُبَّعُ

  · الإعراب: يقال: لم قال: «كذبتم به» والبينة مؤنثة؟

  قلنا: فيه أربعة أقوال:

  الأول: لأن البيان والبينة واحد كقوله: {هَذَا رَحمةٌ مِّن رَّبِّي}؛ لأنه بمعنى الإنعام، عن الزجاج.

  الثاني: كذبتم بمدلول البينة.

  الثالث: كذبتم بربكم؛ لأنه جرى ذكره.

  الرابع: كذبتم بالقرآن؛ لأنه المراد بالبينة.

  وقيل: «كذبتم» (قد) فيه مضمرة؛ لأن الحال لا يكون بالفعل الماضي إلا مع (قد) مضمرًا أو مظهرًا كقوله: {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} أي: وقد حصرت صدورهم.

  · النزول: قيل: نزلت في النضر بن الحارث.

  وقيل: نزلت في الرؤساء الَّذِينَ قالوا للنبي # {فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ} ونحوها استعجالاً للعذاب، عن الحسن.

  وقيل: نزلت في الَّذِينَ اقترحوا الآيات، عن الزجاج.