التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون 61 ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين 62}

صفحة 2267 - الجزء 3

قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ٦١ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ٦٢}

  · القراءة: قرأ حمزة: «توفاه رسلنا» بالإمالة لتقديم الفعل، ولأن الجمع قد يُذَكَّرُ، وقرأ الباقون: «توفته» بالتاء على تأنيث الجمع.

  والقراءة الظاهرة: «يُفَرِّطُون» بالتشديد بمعنى لا يقصرون، وعن بعضهم «لا يَفْرُطون» بفتح الياء وضم الراء وسكون الفاء من فرط يَفْرُط إذا قصر، وقرأ عبيد بن عمير بضم الياء وكسر الراء بالتخفيف بمعنى لا يجاوزون الحد، فالتفريط: التقصير، والإفراط: مجاوزة الحد؛ قال الشاعر:

  لا خَيْرَ في الإفراطِ والتَّفْرِيِطِ ... فَكِلاَهُمَا عِنْدي مِنَ التَّخْلِيطِ

  والقراءة الظاهرة: «الْحَقِّ» بالجر نعتًا لاسم اللَّه تعالى، وعن الحسن بالنصب أي قولاً حقًّا.

  · اللغة: القهر: الغلبة، والقاهر: الغالب، وهو القادر على كل مستضعف من الأمور، والقاهر والغالب يرجعان إلى معنى قادر.

  وعباد: جمع، والعبد: هو المذلل بالمِلْكِ مِنْ جنس مَنْ يعقل، يقال: طريق معبد أي مذلل.

  والحفظة: جمع حافظ نحو: كافر وكَفَرَة.

  والرد: قلب الشيء إلى الحال التي كان عليها، ومنه: الرِّدَّةُ، ومنه: التردد في الكلام.