التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون 65 وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل 66 لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون 67}

صفحة 2273 - الجزء 3

  · القراءة: · القراءة الظاهرة: «أو يلبسكم» بفتح الياء من لَبَسَ، وعن بعضهم: «يلبسكم» بضم الياء من ألبس يلبس.

  والقراءة الظاهرة: «وكذب به قومك» على التذكير، وعن إبراهيم بن أبي عبلة «وكذبت» بالتاء على تأنيث الجماعة.

  · اللغة: القادر: مَنْ يصح منه الفعل، والقدرة عَرَضٌ يصير القادر بها قادرًا، وتتعلق بالضدين المختلفين والمثلين، ثم يختار القادر الفعل، وإنما يحتاج إلى القدرة؛ لأنه إذا جاز أن يقدر وألَّا يقدر، فلا بد من معنى على ما نقوله في إثبات الأعراض، ولما كان القديم سبحانه قادرًا لذاته، وكانت تلك الحالة واجبة له، استغنى عن العلة لكونه موجودًا لما وجب استغنى عن المؤثر من علة وفاعل، والقدرة قبل الفعل غير موجبة للفعل، والقادر هو الحي دون محل القدرة؛ لأن القدرة تحل جزءًا واحدًا ومن يصح منه الفعل هو الجملة.

  واللبس: اختلاط الأمر، لَبَسْتُ عليه الأمر أُلْبِسُه، وفي الأمر لُبْسَة: ليس بواضح، واللَّبْس: اختلاط الكلام، ولابست الأمر خالطته، واللبوس: كل ما يلبس من ثياب ودرع، ولباس الرجل: امرأته، وزوجها لباسها، ولِبْسُ الكعبة بكسر اللام ما عليه من اللباس.

  والشيع: الفِرَقُ، وكل فرقة شيعة على حدة، ومنه: «وكانوا شيعا» يقال: شيعت فلانًا أي اتبعته، وتقول العرب: شاعكم السلام أي تبعكم، وأشاعكم اللَّه السلام أي أتبعكم، والشيعة: الأحزاب، وأصله الأتباع، فسموا شيعة لأنهم يتبعون طريقة واحدة، وقد صار في الاسم لمتبعي علي بن أبي طالب، وليس كل من يدعي أنه من شيعته يُعَدُّ مِنْ شيعته، ولكن من يتبع طريقته في قوله وفعله، ثم هم على فرقتين فمن