قوله تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون 65 وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل 66 لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون 67}
  وتسليطهم ومعاداة المؤمنين وأذاهم وقتلهم والكفر والضلال والأهواء الباطلة، فلا يجوز إضافة شيء منه إلى اللَّه تعالى؛ لأنه يقبح، ولأنه نهى عنه، وأوعد عليه.
  «انظُرْ» يا محمد «كَيفَ نُصَرِّفُ» نردد ونظهر مرة بعد أخرى «الآيَاتِ» الحجج، وتصريفها إظهارها بوجوه أدلتها حتى تزول الشبه «لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ» أي لكي يعلموا الحق فيتبعوه، والباطل فيجتنبوه «وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ» قيل: بالقرآن، عن الحسن وجماعة، وقيل: تَصْرِيف الآيات، عن أبي علي. وقيل: بما أنزلناه إليك وأتيت به قومك، عن أبي مسلم، «قومك» يعني قريشًا والعرب «وَهُو الْحَقُّ» يعني: القرآن وما أنزل إليه أو تصرف الآيات (حق)، أي يدل على الحق، أو ما فيه حق، ثم بَيَّنَ أن عاقبة تكذيبهم عائدة عليهم، فقال سبحانه: «قُلْ» يا محمد لهم «لَسْتُ عَلَيكُمْ بِوَكِيلٍ» أي بحافظ لأعمالكم لأجازيكم بها، إنما أنا منذر، واللَّه هو المجازي، عن الحسن، وقيل: لست بحفيظ أمنعكم من الكفر كما يمنع الوكيل على الشيء من إلحاق الضرر به، عن أبي علي، وقيل: لم ألزم أن آخذكم بالإيمان كيف كان من اضطرار وإجبار، كما يلزم الموكل بالشيء عن الزجاج «لِكُلِّ نَبَإٍ» لكل خبر من أخبار اللَّه ورسوله «مُسْتَقَرٌّ» أي حقيقة كائنة، إما في الدنيا أو الآخرة، عن ابن عباس ومجاهد، قال الحسن: هذا وعيد للكفار يعني يستقر خبره على ما أخبر به، والاستقرار إنما يصح في المخبر؛ لأنه جعل استقراره خبره، عن أبي مسلم، وقيل: لكل خبر وقت وحين، عن أبي علي وأبي مسلم والأصم يعني: وقتًا يبين صحته، كقوله: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ} أي لوقت، وقيل: آخر ومنتهى ينتهي إليه، فيبين حقه من باطله، عن السدي، وقيل: لكل خبر يخبره اللَّه وقت ومكان يقع فيه من غير خلف، عن مقاتل، وقيل: لكل عمل جزاء مستقر من الخير والشر، عن الحسن، وقيل: مَوْضِعٌ يتبين فيه صدقه وحقيقته، وهو وعد النصر للمؤمنين، ومعناه لكل خبر بالنصر ووعد به مَوْضِع يستقر فيه، وقيل: نزلت قبل آية السيف، وعيدًا لهم ثم استقر يوم بدر ويوم الفتح، «وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ» يعني ستعلمون ما يحل بكم من العذاب والنكال، فحذف